Friday, March 09, 2007

BBCArabic.com | الشرق الأوسط | رؤى إماراتية في الانتخابات الكويتية

BBCArabic.com | الشرق الأوسط | رؤى إماراتية في الانتخابات الكويتية




هي، من دون شك، محطة مهمة من محطات تطور عملية المشاركة السياسية ليس في الكويت فحسب، وإنما في منطقة الخليج ككل.

فبينما تستحوذ حمى الحملات الانتخابية على الشارع الكويتي تتردد أصداء هذه الانتخابات في شتى دول الخليج.

وإذ يخطو المواطنون الكويتيون خطوات جديدة على درب المشاركة السياسية، ينظر الكثير من المواطنين الإماراتيين إلى التجربة الانتخابية الكويتية نظرة ترحيب مفعمة بالتفاؤل والأمل بالاستفادة من هذه التجربة في مختلف بلدان المنطقة.
"إرث سياسي عريق"

ووتيرة الحديث عن آفاق المشاركة السياسية ما فتئت تتصاعد هنا في الإمارات كلما دنا يوم الفصل الانتخابي في الكويت.

وهكذا، ثمة آمال كثيرة معقودة هنا على الانتخابات الكويتية التي ستجرى الخميس، حيث يرى العديد من سكان الإمارات في هذه الانتخابات استمرارا لإرث كويتي عريق في التجربة السياسية.

ويلاحظ الدكتور حسن قائد الصبيحي، أستاذ الإعلام في جامعة الشارقة، أن "الانتخابات الكويتية الحالية تختلف عن الانتخابات السابقة في قضيتين أساسيتين: أنها تتم في ظل قيادة سياسية جديدة للكويت؛ والجانب الثاني، أنها تتم بمشاركة المرأة الكويتية ترشيحا وتصويتا".
عبير سليمان

ويضيف الصبيحي أن "الكويت، فيما يتعلق بالممارسة الديمقراطية بلد عريق بالعراقة الزمنية للتجربة السياسية في الخليج العربي بشكل عام، والتي بدأت مؤخرا".

ويردف قائلا إن "الكويت لم تكن منذ البداية دولة ثروة (فحسب)، ولكنها كانت دولة ثروة، ودولة ثقافة، ودولة تجربة سياسية غنية".
شجون المرأة

وتحظى مشاركة المرأة في العملية الانتخابية باهتمام كبير في الأوساط النسائية الإماراتية التي تتوسم أن تجد في التجربة الكويتية ما يدفع بعجلة مشاركة المرأة الإماراتية في العملية السياسية في بلادها إلى الأمام مستقبلا.

وتعبر الطالبة الجامعية عبير سليمان عن هذه المشاعر بالقول: "الانتخابات شيء لا يمكن الاستغناء عنه، وفي هذا العصر، بدأت الانتخابات في الكويت بمشاركة المرأة، ومن المؤكد أن النساء في جميع دول الخليج يتطلعن إلى تجربة الكويت في الانتخابات".

ويساور عبير الأمل بأن "تكون هنالك في المستقبل تجارب مشابهة للتجربة الكويتية، في الإمارات وفي الدول الخليجية الأخرى".
الطالبة الجامعية بشائر عبد الكريم

وتؤكد الطالبة الجامعية بشائر عبد الكريم على "ضرورة اشتراك المرأة العربية، وخاصة الكويتية، في العملية السياسية وذلك لدورها الفعال في المجتمع".

وتنبجس من خلال كلام بشائر واقعية كامنة في ثنايا التطلعات نحو دور أوسع للمرأة في الحياة السياسية حيث تقول: "نحن لا نطالب بوجود عدد يضاهي، أو أكبر من، عدد الرجال. ولكننا على الأقل نريد وجود مقعد للمرأة في الندوة البرلمانية".

وتمضي إلى القول: "حسب علمي، هذه هي المرة الأولى التي تمارس فيها المرأة الكويتية الانتخابات. ومن الممكن في المستقبل أن تتطور وأن تكون مشاركتها أكثر في السنوات القادمة".
كويتيات في الإمارات

أما الطالبة الجامعية الكويتية، مي الصقعبي، التي تتابع دراستها الجامعية في الإمارات فترى أن ما يشوب العملية الانتخابية في الكويت من تراشق بالاتهامات لا يقدح في حق المرأة الكويتية في المشاركة السياسية.

وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد أعرب مؤخرا عن "عميق ألمه واستيائه مما يشوب تلك الحملات (الانتخابية) من تصعيد وتشكيك وتدن في لغة الحوار لا ينسجم مع ما ينبغي أن تتسم به هذه المرحلة من تقديم للطروحات العملية والبرامج المدروسة التي تهدف إلى إيجاد الحلول المناسبة لمشكلات البلاد وقضاياها".

ولا توافق مي على قول القائلين بأن دخول المرأة الكويتية ميدان المعارك الانتخابية المحتدمة الوطيس على هذا النحو قد يلوثها. وتتساءل قائلة: "ذلك لا يلوثها، لماذا يلوثها؟"
الكويتية فاطمة الدهام

وتنوه مي، الطالبة في قسم الحقوق، إلى أن القانون يشكل حصنا حصينا يحمي المرأة المرشحة في الانتخابات من أي افتئات أو قدح. وتقول: "فمن يرميها بأي سب، أو قذف أو أي تهمة، يمكن لها أن تحاكمه. فالقانون يحفظ لها هذا الحق".

وتعبر زميلتها الكويتية فاطمة الدهام، التي تتابع أيضا دراستها الجامعية في الإمارات، عن "الفرحة" لأن "المرأة الكويتية أخذت حقها بعد عناء طويل".

وتضيف: "بعض المرشحين معارضون لأن يكون للمرأة الكويتية دور في المجلس ولا يودون أن تدخل المرأة الكويتية معترك العملية الانتخابية".

وتمضي إلى القول: "ولكن بما أن هذا القرار قد صدر، فإنه يلزم الكل بالقبول بدخولها العملية الانتخابية. ودائما ما تكون الخطوة الأولى تنطوي على صعوبات كبيرة".
حماس

ولا يخفي بعض الفتيات الإماراتيات حماسهن حيال العملية الانتخابية التي تتشكف فصولا على المشهد السياسي الكويتي.
الدكتور حسن قائد الصبيحي

وهذا الحماس مفعم بطموح جارف إلى المواصلة، كما يتبدى من خلال كلام الطالبة الجامعية نورا سعيد المحمود، التي تقول: "نحن كإماراتيات يحمسنا ما يجري في الكويت. نحن كنساء نتحمس لهذا الشيء".

وتوضح قائلة: "لأن هناك حريما يطالبن بأن تكون لديهن استقلالية لأنفسهن، مثل الرجال تماما. نحن نؤيد هذا الشيء كإماراتيات أصلا، لأن الحرمة بدأت تأخذ مجالها بنفس القدر الذي يأخذه الرجل".

وتتابع: "بالنسبة للمرأة في الإمارات، فإن الكويت كانت دائما هي الأولى. فإذا الكويت بدأت الخطوة الأولى، فإننا نخطو الخطوة الثانية إنشاء الله".
الكويت نموذجا

وواقع كون الكويت هي السباقة في حيز المشاركة السياسية، يلامس بعمق إحساسا خليجيا عاما بأن الكويت هي في كثير من المناحي نموذج بالنسبة لمواطني بقية دول الخليج.

ويقول الصبيحي: "الدول الخليجية ترى في التجربة الكويتية نموذجا يُحتذى".
الطالبة الجامعية الكويتية، مي الصقعبي

ويوضح أن هذه الرؤية تنبع من واقع "أن الكويت لم تكن فقط متقدمة على شقيقاتها الخليجيات فيما يتعلق بالانتخابات والديمقراطية، ولكنها تقدمت عليها بعائدات النفط، تقدمت عليها بالتعليم، تقدمت عليها بالفنون وبالآداب وأشياء كثيرة جدا".

وهذا التقدم الذي أحرزته الكويت في ميادين عديدة على غيرها من دول الخليج جعل منها "رمزا بالفعل".

ويستطرد الصبيحي قائلا: "ولكن فيما يتعلق بالتجربة البرلمانية فقد كانت الكويت يُشار لها بالبنان، ويتمنى الإنسان الخليجي أن تتكرر هذه التجربة في أوطانه".
خصوصية إماراتية

وفي غمرة التنادي إلى أن تكون الكويت نموذجا لبقية دول الخليج في مجال المشاركة السياسية، فإن محمد يوسف من مؤسسة دبي للإعلام يرى أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تتكرر التجربة الكويتية في هذه الدول بكافة تفاصيلها، بما يحفظ خصوصية كل مجتمع من هذه المجتمعات.

ويقول يوسف: "طريقة الانتخابات الجارية في الكويت مختلفة جدا عن الطريقة التي ستكون عندنا في الإمارات".

إلا أنه يستدرك قائلا: "ولكن يبدو لي أن المنطقة كلها تسلك هذا النهج، أي النهج الانتخابي والديمقراطي".

ويعرب عن قناعته الأكيدة بأن "عملية الحملات الانتخابية التي تحصل في الكويت حاليا ... ستكون مختلفة تماما عن الحملات التي ستحصل عندنا".

وما بين الأمل المفعم بنقل التجربة والتأكيد على السمات الخاصة للحياة السياسية الإماراتية، يظل ضجيج الحملات الانتخابية الكويتية يتردد هنا في الشارع الإماراتي الذي يترقب إجراء أول انتخابات من نوعها لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني في وقت لاحق من هذا العام.

وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قد أعلن في خطاب له بمناسبة العيد الوطني الرابع والثلاثين لدولة الإمارات في كانون الأول/ديسمبر الفائت عن النية في تبني أسلوب جديد لاختيار أعضاء المجلس الوطني يجمع ما بين التعيين، وهو الأسلوب المتبع لحد الآن، والانتخاب، بحيث يُنتخب نصف أعضاء المجلس الوطني من خلال مجالس لكل إمارة من الإمارات الست التي يتشكل منها الاتحاد، وهي أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، والفجيرة، ورأس الخيمة وأم القيوين.

No comments: